ابتكارات الشباب الطب والتكنولوجيا الحيوية

 ابتكار أطراف صناعية تتلقى أوامر من المخ

حوار/ حسين علي حسين علي عبد الجليل

ثلاثة طلاب قرروا أن يحوّلوا فكرة إلى إنجاز، وهو ذراع صناعي خفيف الوزن يتحكم فيه الدماغ دون تدخل جراحي. التقينا بفريق العمل للحديث عن مشروعهم الذي جمع بين الابتكار والإرادة.

في البداية، من اين أتت بداية المشروع؟

يُوضح فريق العمل أنّ البداية كانت بسؤال بسيط ولكنه مهم: “لماذا تكون الأطراف الصناعية دائمًا باهظة الثمن ومعقدة؟” وقد دفعهم هذا التساؤل إلى محاولة إيجاد حل بسيط وعملي وسهل الاستخدام لمن فقدوا أطرافهم.

ما الهدف الأساسي من المشروع؟

يُضيف فريق العمل أنّ الهدف كان تطوير ذراع صناعي يتم التحكم فيه بواسطة الدماغ، على أن يكون خفيفًا، غير مكلف، وسهل الاستخدام دون الحاجة لأي عمليات جراحية أو زرعات داخلية.

حدثونا عن دور كل فرد في الفريق.

قالت نرمين صبحي: كنت مسؤولة عن التصميم الميكانيكي للذراع، وكان التحدي الأساسي هو تحقيق التوازن بين خفة الوزن والقوة، إلى جانب تصميمه بطريقة تتيح استخدامه في الحياة اليومية بسهولة.

أضاف أحمد مجدي: كنت مسؤولًا عن تكامل الأنظمة. بدلًا من الاعتماد على المحركات الكهربائية الثقيلة والمكلفة، استخدمنا نظامًا يعمل بالهواء المضغوط، مما جعل الذراع أخف وأسهل في الحركة.

قال محمد العايدي: توليت برمجة الذراع وربطه بالإشارات العصبية الصادرة من الدماغ. استخدمنا جهازًا خارجيًا بسيطًا يلتقط هذه الإشارات، وبالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، نحولها إلى حركات فعلية. الجميل في الأمر أنّ المستخدم لا يحتاج لأي عمليات، وبقليل من التدريب يستطيع التحكم بالذراع بسهولة.

ما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال تنفيذ المشروع؟

يقول فريق العمل إنّهم واجهوا العديد من التحديات. من أبرزها ما حدث حين عملوا لأسابيع على نسخة من الذراع كانوا يعتقدون أنها ستنجح، لكنها فشلت تمامًا. ومع ذلك، لم يشعروا بالإحباط، بل تعلّموا من كل محاولة.

تُضيف نرمين أنّها واجهت صعوبة في تقوية الذراع دون زيادة وزنه، وقد استمرّوا في التجربة حتى توصلوا إلى التوازن المطلوب.

ما اللحظة التي شعرتم فيها أنّ جهودكم لم تذهب سدى؟

يُعلّق فريق العمل بأنّ لحظة اختيار المشروع من قِبل شركة “ديل” كأحد أفضل عشرة مشاريع، كانت لحظة مؤثرة ومُلهمة، وشعروا حينها أنّهم يسيرون في الطريق الصحيح.

هل هناك تطويرات حالية للمشروع؟

يوضح فريق العمل أنّهم يعملون حاليًا على تحسين دقة التقاط الإشارات العصبية، بالإضافة إلى تطوير تطبيق على الهاتف المحمول يتيح للمستخدم تخصيص إعدادات الذراع بما يتناسب مع احتياجاته.

هل المشروع بحاجة إلى دعم أو تمويل؟

يُضيف فريق العمل أنّهم يحتاجون إلى شراكات ودعم مالي وتقني، لتحويل النموذج الحالي إلى منتج حقيقي يخدم من يحتاج إليه. ويؤكدون أنّ أي جهة تؤمن بالفكرة ستكون سببًا في إحداث فرق حقيقي.

وأخيرًا، ما نصيحتكم لأي شاب أو طالبة لديهم حلم في مجال الابتكار؟

يُشير فريق العمل إلى أهمية عدم الاستسلام، وأنّ الفشل جزء من الرحلة. فكل محاولة تقرب الإنسان من النجاح، والعالم بحاجة إلى أفكار جديدة، وقد تكون الفكرة القادمة هي الحل المنتظر.

وفي ختام اللقاء، يتضح جليًا أنّ ما أنجزه هذا الفريق لم يكن مجرد مشروع تخرج، بل خطوة أولى في طريق واعد نحو مستقبل يستطيع فيه العقل أن يصنع ما يفوق التصوّر.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *