اعداد/ ايمان ابراهيم
تكنولوجيا السيارات الذكية هي مجال واسع يشمل العديد من التقنيات التي تهدف إلى جعل السيارات أكثر أمانًا وراحة وكفاءة تعتمد هذه التكنولوجيا على دمج الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار المتقدمة والاتصال بالإنترنت وأنظمة التحكم المتطورة.
تشهد صناعة السيارات تحولًا جذريًا مدفوعًا بالتقدم الهائل في مجالات الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار والاتصالات لم تعد السيارات مجرد وسيلة للانتقال بل تحولت إلى منصات تكنولوجية متطورة تتسم بالذكاء والقدرة على التواصل والتفاعل مع محيطها، مما يبشر بمستقبل أكثر أمانًا وكفاءة وراحة على الطرق
تتصدر تكنولوجيا القيادة الذاتية المكان الاول حيث تتسابق الشركات الكبرى والناشئة لتطوير سيارات قادرة على التنقل بشكل كامل أو جزئي دون تدخل بشري تعتمد هذه السيارات على مجموعة معقدة من الكاميرات لاستشعار بالرادار والليزر وأنظمة تحديد المواقع GPs بالإضافة إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تعالج البيانات لاتخاذ القرارات والتنقل بأمان في مختلف الظروف المرورية.
ورغم أن القيادة الذاتية الكاملة لا تزال قيد التطوير والتنظيم إلا أن العديد من السيارات الحديثة تتضمن بالفعل أنظمة مساعدة متقدمة للسائقين) مثل نظام تثبيت السرعة التكيفي، ومساعد الحفاظ على المسار ونظام الفرملة التلقائية في حالات الطوارئ، والتي تعتبر خطوات هامة نحو تحقيق القيادة الذاتية الكاملة.
لم يعد دور السيارة يقتصر على نقل الركاب والبضائع، بل أصبحت جزءًا من شبكة متكاملة تتواصل مع البنية التحتية للطرق، والمركبات الأخرى، والأجهزة الذكية. تتيح تقنيات الاتصال للسيارات تبادل المعلومات حول حركة المرور، وظروف الطريق والإشارات الضوئية، مما يساعد على تحسين تدفق حركة المرور وتقليل الازدحام وتعزيز السلامة.
بالإضافة إلى ذلك، توفر السيارات الذكية خدمات اتصال متقدمة للركاب، مثل الوصول إلى الإنترنت، وتطبيقات الملاحة الذكية، وأنظمة الترفيه المتطورة، مما يحول تجربة القيادة إلى تجربة أكثر متعة وإنتاجية.
الذكاء الاصطناعي:AI) هو العقل المدبر للسيارات الذكية. فهو المسؤول عن تحليل البيانات الواردة من أجهزة الاستشعار والكاميرات، واتخاذ القرارات بشأن التوجيه والفرملة والتسارع. تتطور خوارزميات الذكاء الاصطناعي باستمرار لتصبح أكثر دقة وكفاءة وقدرة على التعامل مع المواقف المعقدة وغير المتوقعة على الطريق.
كما يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في تخصيص تجربة القيادة، من خلال التعرف على تفضيلات السائق وضبط إعدادات السيارة تلقائيًا، وتقديم توصيات ذكية لتحسين كفاءة استهلاك الوقود .
تمثل تكنولوجيا السيارات الذكية ثورة حقيقية في عالم النقل، تحمل في طياتها إمكانات هائلة لتحسين السلامة المرورية، وتقليل الازدحام، وخفض الانبعاثات، وتوفير تجربة قيادة أكثر راحة وملاءمة. وبينما لا تزال هناك تحديات تنظيمية وتقنية واجتماعية تحتاج إلى معالجة، فإن الاتجاه نحو مستقبل يعتمد على السيارات الذكية يبدو حتميًا، وسيغير بشكل جذري طريقة تنقلنا وتفاعلنا مع عالمنا.