حوار/مها جمعه
في إطار سعي طلاب كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ إلى دمج التكنولوجيا بالتراث والثقافة، قدّم فريق بحثي مشروع «النظارة السياحية الذكية»، التي تضم مساعدًا صوتيًا يترجم اللغة الهيروغليفية، وتقنية للتعرف على الوجوه لتقديم نبذة عن الشخصيات التاريخية، إضافةً إلى خاصية تمييز المواقع السياحية وترجمة النصوص بين اللغات الطبيعية المختلفة. التقيتُ بالطالب محمد النعيري في معمل الكلية للوقوف على تفاصيل هذا الابتكار الذي قد يُحدث نقلة نوعية في قطاع السياحة.
ابتكار محمد وفريقه ليس مجرد جهاز تقني جديد، بل هو تجربة سياحية متكاملة ترتكز على الذكاء الاصطناعي لتسهيل تفاعل السائح مع المقامات الأثرية. ومع جهود طلاب جامعة كفر الشيخ، يظل الأمل قائمًا في أن تصبح مصر وجهة تتفاعل فيها التكنولوجيا مع التاريخ بسلاسة.
في البداية، يا محمد، ما هي الفكرة الأساسية وراء «النظارة السياحية الذكية»؟
الفكرة تقوم على تصميم نظارة واقع معزز تضم مساعدًا صوتيًا قادرًا على ترجمة الكتابات الهيروغليفية فورًا، بالإضافة إلى نظام للتعرف على الوجوه لتقديم معلومات عن الشخصيات التاريخية، وتقنيات لرصد معالم المواقع السياحية وترجمة النصوص بين اللغات الطبيعية المختلفة.
ما الذي دفعكم لاختيار هذا المشروع تحديدًا؟
تابعنا الكثير من السياح الذين يواجهون صعوبات في فهم النقوش الهيروغليفية والتعرف على الشخصيات الأثرية، وهو ما يقلل من متعة الزيارة. رأينا أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الواقع المعزز يمكن أن تساهم في حل هذه المشكلات بكفاءة وسرعة.
كيف يعمل المساعد الصوتي لترجمة الهيروغليفية؟
يعتمد المساعد على شبكة عصبية مدرَّبة على قواعد اللغة الهيروغليفية ونماذج الترجمة العصبية الحديثة. تلتقط كاميرا النظارة النقوش الهيروغليفية، ثم تُحوَّل إلى نص مفهومي يُترجم صوتيًا إلى اللغة المطلوبة.
هل جربتم التقنية على أرض الواقع؟
نعم، أجرينا اختبارات ميدانية في متحف جامعة كفر الشيخ، حيث استطاعت النظارة ترجمة نصوص هيروغليفية منشورة بجانب بعض الآثار بدقة عالية تجاوزت 90% في السياق المتاح.
وكيف تعمل تقنية التعرف على الوجوه؟
تعتمد التقنية على خوارزميات التعلم العميق التي تُقارن ملامح الوجه المصوَّرة بكاميرا النظارة مع قاعدة بيانات تتضمن صورًا ومعلومات عن الشخصيات التاريخية، ثم تعرض للمستخدم نبذة مختصرة عن كل شخصية.
هل يمكن استخدام النظارة في المواقع الأثرية المختلفة؟
بالتأكيد، يخطط الفريق لتوسيع قاعدة البيانات الجغرافية لتشمل أكبر عدد ممكن من المواقع الأثرية في مصر، مع تحديث مستمر لمعلومات الشخصيات والنصوص الهيروغليفية.
ما أبرز التحديات التي واجهتموها أثناء تطوير المشروع؟
واجهنا تحديات تتعلق بجمع بيانات مرجعية دقيقة للهيروغليفية والشخصيات التاريخية، بالإضافة إلى تحسين أداء النظارة في ظروف الإضاءة المنخفضة وتغطية الشبكة في بعض المواقع الصحراوية.
هل توجد خطط لتطوير المشروع مستقبليًا؟
نعم، نعمل على دمج واقع افتراضي تفاعلي لعرض إعادة بناء للمشاهد التاريخية، بالإضافة إلى دعم لغات جديدة لزيادة عدد اللغات المدعومة.
هل تنوون تسجيل براءة اختراع أو عرض المشروع في مؤتمرات علمية؟
قدّمنا ملف براءة الاختراع للابتكار، وشاركنا في عدة فعاليات بحثية على مستوى الجامعة، ونسعى للمشاركة في مؤتمرات دولية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز قريبًا.
ما رؤيتك لمستقبل السياحة الذكية في مصر؟
أعتقد أن دمج الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز في القطاع السياحي سيجعل مصر رائدة عالميًا في تقديم تجربة تفاعلية فريدة تجمع بين التاريخ والتكنولوجيا.
