بقلم: سارة محمد
في خطوة رائدة نحو تطوير البيئة التعليمية وتحديثها، قام فريق متميز من قسم تكنولوجيا المعلومات بجامعة برج العرب التكنولوجية بتصميم وتنفيذ مشروع مبتكر يجمع بين سهولة الوصول إلى المعلومات وتنظيم عملية الحضور. يتمثل هذا المشروع في نظام شاشات ذكية تعرض جداول المحاضرات بشكل لحظي ومتكامل مع نظام ذكي لتسجيل الغياب عبر تقنية QR Code، وهو ما يعد نموذجًا عمليًا لكيفية تسخير التكنولوجيا لخدمة العملية التعليمية.
إن مشروع نظام عرض المحاضرات والتكامل مع نظام الغياب الذكي، الذي قام بتطويره فريق قسم تكنولوجيا المعلومات بجامعة برج العرب التكنولوجية، يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التحول الرقمي الكامل داخل الجامعة. هذا النظام المبتكر لا يساهم فقط في تبسيط العمليات الروتينية وتوفير الوقت والجهد، بل يعكس أيضًا قدرة وكفاءة طلاب وأعضاء هيئة التدريس في القسم على تسخير التكنولوجيا لخدمة العملية التعليمية وتطويرها نحو الأفضل.
التقينا بفريق العمل للحديث عن تفاصيل هذا المشروع وأهميته:
بدايةً، نود أن نتعرف أكثر على فكرة المشروع وما هي الدوافع الرئيسية التي قادتكم لتطوير نظام عرض المحاضرات المتكامل مع نظام الغياب الذكي؟
أوضح فريق العمل: “جاءت فكرة المشروع من ملاحظتنا للتحديات التي يواجهها الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حد سواء. فمن جهة، يحتاج الطلاب إلى وسيلة سهلة وسريعة للاطلاع على جداول المحاضرات وتحديد أماكنها، خاصة في ظل التوسع المستمر في الحرم الجامعي. ومن جهة أخرى، يمثل تسجيل الحضور يدويًا عبئًا إضافيًا على أعضاء هيئة التدريس ويستغرق وقتًا ثمينًا يمكن استثماره في جوانب تعليمية أخرى. لذا، كان هدفنا تطوير نظام يقلل من هذه العقبات ويوفر تجربة تعليمية أكثر سلاسة وفعالية.”
ما هي مكونات هذا النظام وكيفية عمله بالتفصيل؟
أشار أحد أعضاء الفريق (المسؤول عن تطوير الهاردوير والتكامل الشبكي): “يتكون النظام بشكل أساسي من شقين رئيسيين: الهاردوير والسوفتوير. على صعيد الهاردوير، قمنا بتركيب شاشات رقمية ذكية على مداخل المدرجات، وهي متصلة بشبكة Wi-Fi الخاصة بالجامعة. تعمل هذه الشاشات كوحدات عرض تفاعلية. أما على صعيد السوفتوير، فقد قمنا بتطوير نظام لإدارة المحاضرات يعتمد على بيانات الجدول الدراسي الموجودة على سيرفرات الجامعة، بحيث يتم تحديث المعلومات المعروضة على الشاشات بشكل تلقائي عند حلول وقت أي محاضرة، مع عرض اسم الدكتور، وتوقيت المحاضرة، واسم المادة ورقم المدرج. أما بالنسبة لنظام الغياب الذكي، فقد قمنا بدمجه بسلاسة مع نظام عرض المحاضرات. فمع بداية كل محاضرة، يظهر رمز QR Code خاص بتلك المحاضرة على الشاشة. يقوم الطالب بمسح هذا الرمز باستخدام هاتفه الذكي المتصل بشبكة الجامعة، كنوع من التحقق من وجوده داخل الحرم الجامعي. يتم تسجيل بيانات الطالب تلقائيًا عند قراءة الـ QR Code، بما في ذلك اسمه، ورقمه الجامعي، ووقت المسح، ورقم المدرج، واسم المادة.”
ما هي الآلية التي يتم من خلالها إرسال تقارير الغياب لأعضاء هيئة التدريس؟ وما هي المعلومات التي تتضمنها هذه التقارير؟
وأوضح مسؤول تطوير الواجهة الخلفية وقاعدة البيانات: “بمجرد أن يقوم الطلاب بمسح الـ QR Code، يتم تسجيل بيانات الحضور في قاعدة بيانات مركزية. يقوم النظام تلقائيًا بإنشاء تقرير فوري بصيغة ملف Excel وإرساله إلى البريد الإلكتروني الجامعي الخاص بالدكتور المسؤول عن المحاضرة. يتضمن التقرير قائمة بأسماء الطلاب الحاضرين، وقائمة بأسماء الطلاب الغائبين، بالإضافة إلى الوقت الدقيق الذي قام فيه كل طالب بتسجيل حضوره.”
التكامل بين نظام عرض المحاضرات ونظام الغياب الذكي يبدو نقطة قوة في هذا المشروع. كيف تم تحقيق هذا التكامل وما هي الفوائد التي يجنيها المستخدمون من هذا الدمج؟
وأكد المسؤول عن التكامل بين الأنظمة: “لقد تم بناء النظامين بحيث يعملان بتناغم تام من خلال السيرفر المركزي للجامعة. هذا السيرفر يربط بين قواعد البيانات الخاصة بجداول المحاضرات ونظام الغياب. الفائدة الرئيسية لهذا الدمج هي الأتمتة الكاملة للعملية. فعندما يتم تحديث جدول المحاضرات على السيرفر، تنعكس هذه التحديثات تلقائيًا على الشاشات. وبالمثل، يتم ربط الـ QR Code المعروض على الشاشة بالمحاضرة المحددة في الجدول، مما يضمن دقة تسجيل الحضور وربطه بالمادة والمحاضر بشكل صحيح.”
ما هي أبرز المزايا التي يقدمها هذا النظام للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإدارة الجامعية؟
وأضاف المسؤول عن تجربة المستخدم: “المزايا متعددة. بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس، يقلل النظام بشكل كبير من العبء الإداري لتسجيل الحضور يدويًا، مما يوفر لهم الوقت والجهد. بالنسبة للطلاب، يشجع النظام على الحضور المنتظم بسبب التوثيق التلقائي، ويوفر لهم معلومات واضحة ومتاحة بسهولة حول جداولهم الدراسية. أما بالنسبة للإدارة الجامعية، فإن النظام يوفر بيانات دقيقة حول حضور الطلاب، مما يساعد في اتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلق بالعملية التعليمية وتطويرها. كما أن النظام قابل للتوسع ليشمل أي عدد من المدرجات أو الكليات، ويوفر مستوى عالٍ من الأمان حيث لا يمكن للطالب تسجيل الحضور إلا إذا كان متصلًا بشبكة Wi-Fi الخاصة بالجامعة.”
ما هي الأدوات والتقنيات البرمجية التي تم استخدامها في تطوير هذا المشروع؟
“لقد اعتمدنا على مجموعة من التقنيات الحديثة لتطوير هذا المشروع. استخدمنا لغة البرمجة Python للواجهة الخلفية ومنطق الأعمال، بالإضافة إلى HTML و CSS و JavaScript لتصميم واجهات المستخدم. قمنا بتطوير لوحة تحكم ويب (Web-based Dashboard) تتيح للمسؤولين رفع الجداول ومتابعة المحاضرات. أما بالنسبة لقاعدة البيانات، فقد اخترنا MySQL لتخزين وإدارة البيانات بكفاءة. استضفنا النظام على خوادم Apache/Nginx داخل سيرفرات الجامعة، واعتمدنا على اتصال Wi-Fi داخلي آمن لربط المكونات المختلفة. ولتوليد وإرسال تقارير الغياب، استخدمنا تقنية SMTP لضمان وصولها إلى أعضاء هيئة التدريس عبر البريد الإلكتروني.”
ما هي التحديات التي واجهتكم أثناء تطوير هذا المشروع وكيف تمكنتم من التغلب عليها؟
أحد أعضاء الفريق (مسؤول عن إدارة المشروع): “واجهتنا بعض التحديات، خاصة فيما يتعلق بالتكامل السلس بين الأنظمة المختلفة وضمان أمن البيانات وسرية المعلومات. كما كان هناك تحدٍ في ضمان توافق النظام مع البنية التحتية الحالية للجامعة. تغلبنا على هذه التحديات من خلال التخطيط الدقيق، والعمل الجماعي المتواصل، والاختبار الشامل لكل جزء من النظام قبل إطلاقه. كما استفدنا من خبرات أعضاء هيئة التدريس في قسم تكنولوجيا المعلومات لضمان تلبية النظام لاحتياجات المستخدمين.”
ما هي الخطط المستقبلية لتطوير هذا النظام وإضافة مزايا جديدة إليه؟
“لدينا العديد من الأفكار لتطوير النظام في المستقبل. نخطط لإضافة ميزات مثل إمكانية إرسال إشعارات للطلاب قبل بدء المحاضرات، وتوفير تحليلات متقدمة لبيانات الحضور يمكن أن تساعد في تحسين الأداء الأكاديمي. ندرس أيضًا إمكانية دمج النظام مع أنظمة أخرى في الجامعة، مثل نظام إدارة التعلم الإلكتروني (LMS)، لتوفير تجربة تعليمية أكثر تكاملًا.”