ابتكارات الشباب

عقول يافعة تقتحم عالم الفيزياء النووية بنموذج نظري مبتكر

اعداد/ سارة محمد حسان

في مدرسة عزت النمر الثانوية العسكرية بنين، التابعة لإدارة إيتاي البارود التعليمية بمحافظة البحيرة، تتجسد قصة وعي مبكر ورغبة في فهم العالم من حولهم. نحن اليوم على موعد مع حوار مع طالبين من الصف الأول الثانوي، هما عبد الرحمن قمح وعبد الرحمن السنوسي، اللذين أثارا الانتباه بفكرة مشروع طموح أطلقا عليه اسم “السلاح النووي العاشر”.

وراء هذا الاسم دافع وطني ورغبة في وضع مصر على خريطة الدول التي تمتلك تكنولوجيا نووية، خاصة بعد إدراكهما أن العالم يضم تسع دول تمتلك بالفعل أسلحة نووية ذات قدرات تدميرية هائلة. انطلاقًا من هذا الوعي، سعى الطالبان إلى تطوير مشروع نظري لسلاح نووي مصغر، يعتمد – حسب أبحاثهما – على تقنيات قد تُقلل من الأضرار البيئية وتقتصر آثارها على نطاق النزاع فقط. لكن نقص الموارد حال دون تنفيذ هذه الأفكار عمليًا

ما الذي ألهمكما لاختيار اسم “السلاح النووي العاشر”؟

لاحظنا وجود تسع قوى نووية عالمية، وفكرنا في أن يكون لمصر دور في هذا المجال من ناحية البحث والتطوير، لذلك أردنا أن يعكس الاسم طموحنا في تقديم فكرة مختلفة في تكنولوجيا الطاقة النووية.

ما الذي لفت انتباهكما في خريطة القوى النووية العالمية وجعلكما تفكران في هذا المشروع؟

استوقفنا وجود تسع دول تمتلك أسلحة نووية، وتساءلنا عن إمكانية وجود تصورات أخرى لهذه التكنولوجيا. لم يكن هدفنا التصعيد، بل فهم التقنية وتخيّل حلول أكثر أمانًا وأقل ضررًا للبيئة، وقد تساهم في تجددها.

ذكرتم أن مشروعكما قد يُقلل من الأضرار الناتجة عن القنبلة. كيف توصلتما إلى هذا التصوّر؟

فكرنا في التحكم بحجم التفاعل النووي وتصميم آلية انتشار تقلل من الآثار الجانبية. تخيّلنا أن يكون التأثير محصورًا في منطقة محددة، بناءً على تصميم معين للسلاح المصغر.

كيف تتخيلان آلية عمل “الطلقة الصاروخية” التي تعمل بالطاقة النووية؟

تصورنا قاعدة صواريخ صغيرة تعتمد على الدفع الناتج عن تفاعل نووي متحكم فيه. المكونات الأساسية مثل التيتانيوم، واليورانيوم، والكربون، والليثيوم، والجرافيت المعدل تلعب دورًا في تحقيق هذا الهدف. وقلنا إن هذه المعادلة قد تُستخدم في ثلاثة أشكال: رصاصة، قذيفة، أو قنبلة.

ما هو تصوركما لشكل القنبلة؟

الهيكل الخارجي سيكون من التيتانيوم لقوته وقدرته على تحمّل الضغط والحرارة، كما يُستخدم في صناعة الغواصات. أما داخله، فسيضم كربونًا معالجًا (C13) لتقليل الخصوم النووية، بالإضافة إلى الليثيوم كمادة للانشطار.

أعددتما معادلات بحثية دقيقة للمشروع. ما الهدف منها؟

كنا نحاول تحديد كميات المواد اللازمة وحساب الطاقة المتوقعة للتفاعل. ساعدتنا المعادلات في فهم الجوانب الفيزيائية والكيميائية للتفاعل النووي بشكل كمي.

المعادلة التي توصلنا إليها كانت كالتالي:

Kr + Ba + n                                                     

C-13 + n + U-235 → انشطار + Li + pang

ما الذي دفعكما للاستعانة بمراجع علمية مثل “الكيمياء والطاقة البديلة” و”الكيمياء النووية”؟

أردنا بناء فكرتنا على أسس علمية صحيحة. هذه المراجع ساعدتنا في فهم المفاهيم المتقدمة للطاقة النووية، ووسّعت مداركنا في هذا المجال.

مشروعكما يبدو أنه يعتمد على آلية دقيقة تستخدم الأقمار الصناعية. كيف توصّلتما إلى هذه الفكرة؟

فكرنا في طريقة للتحكم الدقيق في التأثير بحيث يستهدف منطقة محددة فقط دون إلحاق ضرر بالمناطق المحيطة. اقترحنا استخدام الأقمار الصناعية لتحديد المواقع بدقة وربطها بأداة استشعار توجه السلاح.

هل يمكنكما شرح هذه الآلية بشكل مبسّط؟

جهاز استشعار متصل بالقمر الصناعي يرسل إحداثيات دقيقة إلى جهاز كمبيوتر، ومن خلال برنامج خاص تُحدد المنطقة المستهدفة. عند الإطلاق، يتم توجيه السلاح بناءً على هذه البيانات.

هل كان هدفكما الأساسي هو تقليل الأضرار الجانبية؟

نعم، أردنا تقليل الأضرار البيئية والبشرية. سعينا لتخيل تأثير يكون محصورًا في نطاق النزاع فقط.

هل كانت هناك مراحل أخرى خططتما لها في المشروع؟

نعم، كنا نخطط لعرض المشروع على جهات متخصصة لتقييمه وتطويره. كنا نأمل الحصول على دعم للتحقق من الجوانب العملية.

هل تلقيتما أي تقييمات من جهات علمية أو تعليمية؟

نعم، عرضنا المشروع على بعض المعلمين والمختصين، وتلقينا تشجيعًا من كليات علوم أثنت على دقة المعادلات من الناحية النظرية.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتكما؟

أكبر التحديات كان صغر سنّنا، ما تسبب في وقف تصعيد المشروع على مستوى المحافظة خوفًا علينا. كما عانينا من نقص الموارد اللازمة للتجارب العملية.

ما آمالكما بالنسبة لمستقبل المشروع أو أفكاركما البحثية؟

نأمل في أن يجد جهدنا التقدير المناسب، وأن تتاح لنا الفرصة لتطوير أفكارنا مستقبلًا. نرغب في تقديم حلول مبتكرة للتحديات، رغم شعورنا بالإحباط من عدم عرض المشروع بشكل أوسع.

نأتي إلى طموحاتكما المستقبلية. كيف قد يخدم هذا المشروع أحلامكما الدراسية؟

نأمل أن يُبرز المشروع قدراتنا ويساعدنا في الحصول على منح للدراسة في جامعات مرموقة، ومواصلة البحث العلمي في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.

ما التخصصات التي تطمحان لدراستها؟

عبد الرحمن قمح: أطمح لدخول كلية العلوم والتخصص في الكيمياء النووية. هذا المجال يشدني وأرغب في التعمق فيه.

عبد الرحمن السنوسي: أرغب في الالتحاق بكلية الطب، وأسعى لخدمة المجتمع من خلال المجال الطبي ومساعدة الناس.

خاتمة

في زمن تُثقل فيه القضايا الكبرى كاهل العلماء، نجد من بين شبابنا من يقتحم تلك العوالم بشغف وجرأة. عبد الرحمن قمح وعبد الرحمن السنوسي لم يكتفيا بالدراسة المنهجية، بل سعيا لاستكشاف آفاق أرحب بعقول تسعى للتغيير، حتى وإن كانت البداية على الورق. مشروع “السلاح النووي العاشر” ليس مجرد فكرة، بل دليل على أن العلم لا يعترف بالعمر، وأن الخيال العلمي حين يُغذّى بالمعرفة قد يتحول إلى واقع في يومٍ ما.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *