كتبت: امل محمد الحواط
داخل كلية الهندسة بجامعة بنها، وتحديدًا في قسم الاتصالات، يعمل فريق من طلاب مشروع التخرج على تطوير نظام ذكي يهدف إلى تبسيط عملية اكتشاف الأعطال في الألواح الشمسية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية.
يرتكز المشروع على تصميم موقع إلكتروني تفاعلي يتيح للمستخدمين رفع صورة للوح شمسي، ليقوم النظام بتحليل الصورة باستخدام نموذج ذكاء اصطناعي متقدّم، وتحديد ما إذا كانت هناك أعطال أو عيوب في اللوح، مع تصنيف نوع العطل بدقة وتحديد موقعه داخل الصورة. يهدف هذا الموقع إلى تسهيل عمليات الفحص والصيانة، خصوصًا في محطات الطاقة الكبرى التي تحتوي على آلاف الألواح، مثل محطة “بنبان” في أسوان.
في ظل التوسع السريع لمشروعات الطاقة الشمسية في مصر، خاصة في مناطق مثل أسوان التي تتمتع بأعلى معدلات الإشعاع الشمسي، تزداد الحاجة إلى حلول مبتكرة لصيانة ومراقبة الآلاف من الألواح الشمسية التي تُستخدم يوميًا في توليد الكهرباء.
في محطات عملاقة مثل “بنبان”، يتم التقاط آلاف الصور للألواح الشمسية بشكل دوري لمتابعة حالتها. لكن عملية فحص هذه الصور يدويًا تُعد عملية مرهقة، تستغرق وقتًا طويلًا، وقد تفشل في اكتشاف بعض الأعطال الدقيقة. يعتمد النظام المطور على خوارزمية YOLOv11، وهي إحدى أحدث خوارزميات الكشف عن الأجسام، والتي تتيح تحليل الصور واكتشاف الأعطال في الوقت الحقيقي. تم تدريب النموذج على مجموعة بيانات مخصصة، تتضمن صورًا تحتوي على سبعة أنواع من الأعطال، منها: تشقّق (Crack)، دائرة قصر (Short Circuit)، نواة سوداء (Black Core)، خط سميك (Thick Line)، أثر الإصبع (Finger)، وانزياح أفقي (Horizontal Dislocation). يقوم النظام بتحديد أماكن الأعطال داخل الصورة، وعرض النتائج في واجهة سهلة الفهم تساعد المهندسين على اتخاذ قرارات الصيانة بسرعة.
يساهم هذا النظام في توفير الوقت والجهد من خلال تقليل الحاجة لمراجعة آلاف الصور يدويًا، كما يحسن دقة الكشف بإظهار الأعطال الدقيقة التي قد لا تُرى بالعين المجردة، ويخفض التكاليف التشغيلية عبر تقديم حل فعال منخفض التكلفة مقارنة بعمليات الفحص التقليدية، فضلًا عن إمكانية تطبيقه في أي محطة طاقة شمسية بمجرد توفر صور عالية الجودة.
المشروع يتم تحت إشراف الدكتور عمرو العوامري، والذي أكّد أن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة المتجددة أصبح ضرورة، خاصة مع توسّع الشبكات والاعتماد على الكفاءة والاستدامة. ويطمح الفريق إلى تطوير الموقع بحيث لا يكتفي باكتشاف الأعطال، بل أيضًا تحليل شدة العطل واقتراح خطة صيانة ذكية، وربما مستقبلًا القدرة على التنبؤ بالأعطال قبل حدوثها.
يمثل هذا المشروع نموذجًا حقيقيًا لتطبيق الذكاء الاصطناعي في خدمة البيئة والطاقة، ويعكس قدرة الشباب المصري على تقديم حلول عملية لمشكلات عالمية باستخدام أدوات العصر. في ظل التحوّل العالمي نحو الطاقة النظيفة، يُعد هذا المشروع خطوة جادة نحو صيانة أكثر ذكاءً واستدامة لمحطات الطاقة الشمسية في مصر والعالم.