ابتكارات الشباب التصنيع المتقدم

من قلب المعاناة خرج الاختراع

حوار _ منى محمد

محمود أحمد حسن: صنعتُ سيارة مغناطيسية بالطاقة الشمسية لتخفيف معاناة العمال

في قرية كفر حجازي التابعة لمحافظة الشرقية، وُلدت فكرة بسيطة من قلب الحياة اليومية، حين كان طفل في طريقه إلى المدرسة يشاهد العمال وهم يجمعون المسامير والمعادن من الأرض بأيديهم. لم تمر تلك المشاهد مرور الكرام، بل كانت شرارة أطلقت العنان لموهبة فريدة داخل عقل طفل لم يتجاوز الثامنة من عمره. إنه محمود أحمد حسن، المخترع الصغير الذي أبدع سيارة مغناطيسية تعمل بالطاقة الشمسية بهدف تخفيف العبء عن هؤلاء العمال.

– نرحب بك يا محمود. هل يمكنك أن تعرّف القرّاء بنفسك؟

اسمي محمود أحمد حسن، أبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، وأقيم في قرية كفر حجازي بمحافظة الشرقية. أدرس حاليًا في الصف الثاني الإعدادي.

– متى بدأتَ تهتم بالاختراع والابتكار؟

بدأ شغفي بالاختراع منذ أن كنت في الثامنة من عمري، إذ كنت دائم التساؤل حول كيفية عمل الأشياء، وأسعى دائمًا لإيجاد حلول للمشكلات التي أراها من حولي.

– كيف وُلدت فكرة السيارة المغناطيسية؟

كنت في طريقي إلى المدرسة كل صباح، وأشاهد العمال وهم يجمعون المسامير والمعادن من الأرض بأيديهم في الورش. تأثرت كثيرًا بهذه المشاهد، وأردت أن أساعدهم بطريقة تريحهم من هذا الجهد. ومن هنا جاءتني فكرة صناعة سيارة صغيرة مزوّدة بمغناطيس، تتحرك وتقوم بجمع تلك المعادن تلقائيًا.

– من كان أول من أخبرته عن الفكرة؟ وكيف كان رد فعله؟

أول من شاركني الفكرة كانت والدتي، وقد دعمتني كثيرًا. ساعدتني في تحويل غرفتي إلى ورشة صغيرة كي أتمكن من العمل والتركيز، كما رافقتني إلى الورش ومخازن الخردة لنبحث عن الأدوات اللازمة.

– ما الأدوات التي استخدمتها في تنفيذ المشروع؟

استخدمت بطاريات قديمة، وأسلاكًا كهربائية، وكشافات، وبعض القطع التي جمعتها من الخردة. عملت على إعادة تدويرها وصنعت السيارة بحيث تعمل بالطاقة الشمسية، مما يجعلها اقتصادية ولا تعتمد على بطاريات مكلفة.

– هل واجهت صعوبات أثناء التنفيذ؟

بالفعل، كانت من أكبر التحديات التي واجهتني غياب الدعم والتمويل في البداية، لكني واصلت العمل بدعم والدتي وإيماني بالفكرة.

– كيف بدأت الجهات الرسمية أو العلمية في الاهتمام بمشروعك؟

عندما انتشر خبر المشروع في قريتي، تواصل معي عدد من الأساتذة في جامعة الزقازيق، وتبنّت الجامعة المشروع. قامت بدعمي ماديًا ومعنويًا، كما نظمت لي معرضًا فنيًا لعرض ابتكاراتي

أتمنى أن ألتحق بجامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وأن أواصل مشواري في مجال الاختراع والابتكار، وأسهم في تطوير حلول تخدم المجتمع المصري.

– علمنا أنك ابتكرت أيضًا روبوتًا، حدثنا عن ذلك.

نعم، في سن الثالثة عشرة، قمت مع مجموعة من أصدقائي في المدرسة بابتكار روبوت بسيط يعمل بالأوامر الصوتية. كانت تجربة مميزة وساعدتني على تعلم المزيد.

– ما الرسالة التي توجهها إلى الأطفال الذين يمتلكون أفكارًا؟

أنصحهم بالإيمان بأفكارهم مهما بدت بسيطة، وأن يبدأوا بما يستطيعون. الدعم سيأتي لاحقًا، لكن البداية يجب أن تكون منهم.

من غرفة صغيرة تحوّلت إلى ورشة، وُلد اختراع قد يسهم في تغيير أسلوب عمل بسيط لكنه مرهق للعديد من العمّال. محمود أحمد حسن نموذج لطفل لم يقف عند حدود المشاهدة، بل قرر أن يكون جزءًا من الحل، وأن يضع بصمته في عالم الابتكار منذ الصغر.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *