ابتكارات الشباب اختراعات علمية

من البرمجة إلى الاختراعات المؤثرة: سلمى علاء وتجربتها في دمج التكنولوجيا بالتمكين التقني

الابتكار هو مفتاح التقدم، وبذوره تبدأ في عقول الأطفال. طموحهم الفطري وقدرتهم على التخيل تفتح آفاقاً لا نهائية. إذا آمن بهم الأهل أولاً، واحتضنهم المجتمع، يمكن أن نصنع جيلاً من المخترعين. كل ما يحتاجونه هو فرصة وثقة تُمنح في الوقت المناسب

 بدايةً، من هي سلمي علاء؟

أنا سلمي علاء محمد، عمري 25 سنة، خريجة إعلام من جامعة القاهرة. منذ صغري كنت أمتلك شغفًا كبيرًا بعالم التكنولوجيا، وبدأت في تعلم البرمجة والانغماس في هذا المجال. كنت دائمًا أسعى لاكتشاف كيفية الاستفادة من البرمجة في صنع اختراعات تؤثر في حياة الناس

 كيف بدأتِ في مجال الاختراعات؟ وهل كان لديك شغف خاص بهذا المجال منذ البداية؟

منذ طفولتي كان لدي شغف كبير بعالم التكنولوجيا. بدأت في تعلم لغات البرمجة مثل Python و C++، وفي سن مبكرة قررت أن أبدأ في تنفيذ اختراعاتي الخاصة. كان أول اختراع لي سخان يعمل بالطاقة الشمسية، وكان عمري 13 عامًا آنذاك. وبعدها في سن 14 اخترعت جهاز ليزر حراري، وهو ما شكل نقطة انطلاق لي في هذا المجال.

 الاختراعات التي قمتِ بها في هذا السن الصغير تبدو مدهشة! ماذا كان يحفزك على تنفيذ هذه الأفكار؟

كان دافعي الأساسي هو الرغبة في استخدام التكنولوجيا لحل مشاكل حقيقية. كنت أبحث دائمًا عن كيفية تطبيق البرمجة في تحسين حياة الناس وجعلها أكثر سهولة وراحة. هذا ما دفعني للابتكار في هذا المجال.

 ننتقل الآن إلى مشروعك الذي لفت انتباه الكثيرين، وهو الروبوت الذي يعمل كطرف صناعي. كيف بدأت هذه الفكرة؟

في أحد الأيام، كنت في منطقة التحرير وشاهدت شخصًا فقد ذراعه وكان يستخدم طرفًا صناعيًا. تحدثت معه، وأخبرني أن الطرف الصناعي كان مكلفًا جدًا وغير عملي. هذا الموقف أثر فيّ بشكل كبير، وقررت أن أبتكر روبوتًا يعمل كطرف صناعي يتمتع بقدرة على التفاعل مع العقل البشري واستقبال الإشارات العصبية، تمامًا كما يفعل الطرف الطبيعي

.

 هذا الاختراع كان يتطلب جهدًا كبيرًا. هل واجهتكِ صعوبات أثناء تنفيذ فكرتك؟

بالطبع، كانت هناك العديد من التحديات. أولها أنني كنت في سن 16 عامًا، وكان من الصعب إقناع الناس بأن فكرتي قابلة للتنفيذ. لم يكن لدي الدعم المادي أو التقني الذي كنت بحاجة إليه. لكنني قررت المشاركة في مسابقة للاختراعات في جامعة القاهرة، رغم أن الحد الأدنى للسن كان 18 عامًا. سجلت في المسابقة وفزت بالمركز الأول.

 بعد فوزك في المسابقة، هل كنتِ قادرة على متابعة تطوير المشروع؟

بعد الفوز في المسابقة، حصلت على منحة من جامعة AUC، وكانت هناك فرصة لمنحة من اليابان أيضًا. لكن للأسف، كان أحد شروط المنحة إتقان اللغة اليابانية، وهو ما لم أكن أتقنه في ذلك الوقت. كما واجهت تحديًا آخر في التمويل، مما أدى إلى توقف المشروع عند مرحلة النموذج الأولي. ولكنني تمكنت من استخدام تقنيات البرمجة مثل C++ وArduino، وطبعت النموذج الأولي باستخدام 3D Printing.

 بعد توقف المشروع، كيف قررتِ الاستمرار في مسيرتك المهنية؟

بعد توقف المشروع، قررت أن أتابع مسيرتي في مجال الإعلام، لأنني كنت أحب هذا المجال أيضًا. ثم عملت في شركة ميكروسوفت في مجال الأمن السيبراني. حاليًا، أعمل كسفيرة لتمثيل المرأة في مجال البرمجة والأمن السيبراني في مصر، وأساعد النساء على تعلم هذه المهارات ودخول هذا المجال.

قررتِ العمل على تمكين النساء في مجال التكنولوجيا. كيف بدأتِ هذه الرحلة؟

كنت دائمًا أؤمن أن المرأة قادرة على إحداث تغيير كبير في مجال التكنولوجيا. ومن هنا قررت أن أكون جزءًا من هذا التغيير. بدأت في تنظيم فعاليات تهدف إلى تعليم النساء البرمجة والأمن السيبراني، وذلك من خلال تدريبهن وتمكينهن من دخول هذا المجال الذي يفتقر إلى تمثيل المرأة فيه.

 إذا كان لديكِ نصيحة للمخترعين الشباب الذين يواجهون تحديات مشابهة لتلك التي واجهتكِ، فما هي؟

النصيحة الأهم هي ألا تستسلموا أبدًا. إذا كان لديكِ فكرة تؤمنين بها، فاعملي على تحقيقها مهما كانت العقبات. قد تواجهين تحديات وصعوبات، لكن المثابرة والإيمان بفكرتك هما سر النجاح. كل شيء يبدأ بحلم، والجهد المتواصل هو ما يؤدي إلى تحقيق هذا الحلم.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *