الزراعة الذكية

“الهجن الجديدة تضع مصر على خريطة الذرة العالمية.  حوار خاص مع د. إبراهيم الجزار رئيس الفريق البحثي للذرة بمركز البحوث الزراعية بسخا”

كتبت: أمل الحواط.

في ظل التحديات المناخية، وارتفاع أسعار الأعلاف، وزيادة الاعتماد على الاستيراد، أصبح تطوير محصول الذرة في مصر قضية أمن غذائي حقيقية. ومن هنا كان لقاؤنا مع الدكتور إبراهيم الجزار، للحديث عن أصناف الذرة الجديدة والهجن عالية الإنتاجية، وكيف نجحت البحوث التطبيقية في تقليل الفجوة الغذائية، وخطط التوسع في زراعة الذرة محليًا، بما يعزز مكانة مصر عالميًا.

وكان هناك بعض التساؤلات لموقع زويليون حول هذا الموضوع الهام واليكم الردود عليها.

ما هي أبرز المشكلات التي تواجه الزراعة المصرية حاليًا فيما يخص محصول الذرة؟

الفجوة الغذائية تظل المشكلة الأكبر، خاصة مع استمرار الاعتماد على استيراد الذرة من الخارج. معظم الأراضي في شمال الدلتا بتعاني من ملوحة وقلوية عالية، بجانب مشاكل صرف المياه وارتفاع درجات الحرارة، وده كله بيأثر بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل. وكان لازم البحث العلمي يتدخل بأصناف جديدة تتحمل الظروف دي وتحقق إنتاجية أعلى.

ما دور محطة بحوث سخا في التعامل مع هذه التحديات؟

تم إنشاء المحطة خصيصًا للتصدي لمشكلات الزراعة في المناطق دي. شغلنا الأساسي قائم على أبحاث تطبيقية وبحتة، لكن التركيز الأكبر على البحث التطبيقي اللي بينتج عنه هجن جديدة بمواصفات تناسب طبيعة الأراضي والمناخ. الهدف هو توفير أصناف تتحمل الملوحة والحرارة وتناسب ظروف الفلاح المصري.

كيف تطورت إنتاجية الذرة خلال السنوات الأخيرة؟

في البداية، كنا بنزرع أصناف بلدية إنتاجيتها من 8 لـ 10 أردب للفدان، يعني حوالي طن أو طن و400 كيلو. دلوقتي باستخدام الهجن الفردية والثلاثية، الإنتاجية وصلت لـ 3.5 و4 طن للفدان، وده نقلة كبيرة حصلت بفضل برامج تحسين الأصناف.

سمعنا عن هجن جديدة تم التعرف عليها مؤخرًا.. هل يمكن توضيح تفاصيلها؟

بالفعل، تم مؤخرًا التعرف على أصناف جديدة من الذرة الشامية البيضاء والصفراء والحمراء، اللي بتتميز بتحملها للظروف المناخية القاسية، واحتياجها القليل للمياه. الأصناف دي أثبتت كفاءتها وجودتها العالية في التجارب الحقلية، مع زيادة إنتاجية الفدان، وده بيعزز مكاسب الفلاح المصري.

وفي خطوة مهمة، بيتم حاليًا اعتماد هذه الأصناف رسميًا، وده هيساهم في تحسين مكانة مصر عالميًا. حاليًا، مصر تحتل المرتبة الخامسة عالميًا في إنتاج الذرة، ومع اعتماد الهجن الجديدة دي، من المتوقع أن تتقدم للمركز الثالث عالميًا خلال الفترة المقبلة.

وماذا عن الأصناف الخاصة بالصناعات الغذائية؟

تم كذلك تفقد ذرة شامية مخصصة للفشار، وهي أصغر حجمًا من باقي الأصناف، لكنها بتتميز بجودة عالية جدًا في التصنيع، وبتحقق قيمة اقتصادية ممتازة، وده هيفتح سوق جديد للفلاح المصري في الصناعات الغذائية.

حدثنا عن الهجين الأحمر الجديد واستخداماته؟

مؤخرًا تم تسجيل هجين فردي أحمر، وده أحدث ما توصلت ليه الأبحاث. الهجين ده بيدخل بشكل أساسي في أعلاف الثروة السمكية، وكمان ليه تأثيرات ممتازة في تحسين جودة منتجات الدواجن والحيوانات. جلد الفراخ بيبقى لونه أحمر مرغوب، ولحم الحيوانات دموي وغني وده بيفضله المستهلك. كمان بيزوّد نسبة صفار البيض، وده بيعكس الجودة، بالإضافة لتحسين جودة الشعر وتقليل مسببات الأمراض في الأمعاء عند الحيوانات.

كم تغطي مصر من استهلاكها السنوي من الذرة حاليًا؟


مصر بتستهلك حوالي 18 مليون طن من الذرة سنويًا. حاليًا بنغطي من 60 لـ 70% من الاستهلاك، وده تطور ملحوظ. من 10 سنين مثلًا كنا بنغطي 50% فقط من نفس الاستهلاك. وده معناه إن رغم الزيادة السكانية بحوالي 40 مليون نسمة خلال نفس الفترة، الهجن الجديدة قدرت تغطي الفجوة دي وده إنجاز كبير.

هل ما زالت هناك مشكلة في منظومة التعاقدات بين الفلاح والمصانع؟

للأسف نعم. أغلب الفلاحين بعد حصاد الذرة مابيلاقوش مشتري. مفيش زراعة تعاقدية منظمة تربط المنتج بالمصنع بشكل كامل. بدأنا نشتغل مؤخرًا على محور جديد، وهو استغلال عيدان الذرة بعد الحصاد سواء بالكوز أو من غيره في صناعة الأعلاف، وده بدأ يحل جزء من المشكلة ويدخل دخل إضافي للفلاح.

ما هي خطتكم المستقبلية لتطوير قطاع الذرة وتقليل الفجوة الغذائية؟


الفترة الجاية هيكون التركيز الأكبر على نشر الهجن عالية الإنتاجية أكتر، وخاصة التي تتحمل الملوحة والحرارة. كمان هيتم زيادة وعي الفلاحين بأهمية التعاقد المسبق، بجانب التوسع في استغلال مخلفات الزراعة وتحويلها لأعلاف. وبنستهدف التوسع في زراعة الذرة الشامية المخصصة للفشار، بجانب تعزيز مكانة مصر عالميًا والارتقاء بالمركز الثالث في الإنتاج، اعتمادًا على الأصناف الجديدة.

صور ذرة شامية حمراء اللون…

صورة لذرة شامية صفراء اللون صغيرة الحجم مخصصة للفشار فقط…

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *