حوار/منار الشربيني
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، نلتقي اليوم مع الدكتور أسامة أبو سعدة، عميد كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة كفر الشيخ، للحديث عن أبرز مشاريع طلاب الكلية المبتكرة، والتي تتضمن الروبوتين “زيكو” و”دودي”؛ وهما نموذجان واعدان في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الخدمية.
دكتور أسامة، في البداية اشكرك على إتاحة الفرصة لهذا الحوار. بداية، حدثنا عن مشروع الروبوت “زيكو”، وما الذي يميّزه؟
“زيكو” هو روبوت ذكي تم تطويره من قِبل طلاب الكلية كمشروع تخرج، وكان الهدف من تصميمه تلبية احتياجات السوق خلال جائحة كوفيد-19. صُمم “زيكو” لتقديم المشروبات للعملاء في المقاهي والمطاعم باستخدام تقنيات متطورة، منها الإنترنت للأشياء (IoT) وتحديد الهوية بموجات الراديو (RFID).
يقوم العميل بطلب المشروب من خلال قائمة إلكترونية، وعند قبول الطلب، يُحضَّر المشروب بواسطة جهاز ذكي، ثم يُنقَل عبر الروبوت “زيكو” الذي يتبع مسارًا مبرمجًا على الأرض، مما يقلل من التلامس ويحدّ من انتقال العدوى.
كيف يعمل الروبوت “زيكو” بشكل دقيق؟
بمجرد أن يطلب العميل المشروب إلكترونيًا، يقوم الجهاز بتحضير الطلب، ثم يتحرك “زيكو” على المسار المحدد حتى يصل إلى الطاولة المطلوبة. يتوقف لمدة 10 ثوانٍ لتسليم المشروب، ثم يعود إلى نقطة البداية ليكون جاهزًا لطلب جديد. هذا النظام يضمن الكفاءة والسرعة وتقليل الأخطاء البشرية.
ننتقل الآن إلى الروبوت “دودي”، ما دوره وكيف يختلف عن “زيكو”؟
“دودي” هو روبوت ذكي صُمم ليكون جليسة أطفال، وهو موجه لمساعدة العائلات، خاصة في الأوقات التي يحتاج فيها الأهل لبعض الراحة أو التركيز في الأعمال. يتمتع “دودي” بنظام ذكاء اصطناعي يسمح له بالتفاعل الآمن والمباشر مع الأطفال، ويقدّم لهم أنشطة تعليمية وترفيهية، مع إمكانية مراقبة الطفل عن بُعد عبر تطبيق مخصص.
كيف يساهم “دودي” في راحة الأهل؟
“دودي” يوفر للأهل وسيلة مراقبة ذكية وآمنة لأطفالهم، إذ يمكنهم عبر التطبيق متابعة سلوك الطفل في الوقت الفعلي، مع ضمان تقديم محتوى مفيد وترفيهي، ما يمنحهم الاطمئنان أثناء الانشغال بمهام أخرى.
هل واجهتم تحديات أثناء تطوير “زيكو” و”دودي”؟
بالتأكيد. التحدي الأكبر كان تصميم روبوتات تتفاعل بكفاءة في بيئات متنوعة؛ فـ”زيكو” يحتاج إلى حركة دقيقة في الأماكن العامة، بينما “دودي” يتطلب مرونة وسلاسة في التفاعل مع الأطفال. لكن بفضل تعاون الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، استطعنا تجاوز العقبات.
ما المهارات التي اكتسبها الطلاب من خلال هذه المشاريع؟
الطلاب تعلّموا مهارات متقدمة في البرمجة، التصميم الهندسي، الذكاء الاصطناعي، والعمل الجماعي. الأهم أنهم اكتسبوا خبرة في تحويل فكرة إلى منتج عملي قابل للتنفيذ، وتعلموا كيفية التعامل مع التحديات التقنية وتجاوزها.
كيف تقيمون دور الجامعة في دعم مثل هذه الابتكارات؟
الجامعة تلعب دورًا محوريًا في تحفيز الابتكار؛ إذ توفر البيئة المناسبة والدعم الأكاديمي والمادي. نحن نعمل في كلية الحاسبات والمعلومات على تمكين الطلاب من تنفيذ أفكارهم وتحويلها إلى نماذج واقعية قابلة للتطبيق.
وهل هناك مشاريع مستقبلية في الكلية تسير على نفس النهج؟
نعم، لدينا العديد من المشاريع قيد التطوير في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي. نسعى باستمرار إلى دعم الأفكار الجديدة التي يمكن أن تحدث أثرًا إيجابيًا في المجتمع.
في الختام، ما رسالتك للطلاب والمبتكرين في مجال التكنولوجيا؟
رسالتي هي: لا تتوقفوا عن الحلم والابتكار. المستقبل يحتاج إلى عقولكم وأفكاركم. التكنولوجيا وسيلة قوية لحل مشكلات المجتمع، وأنتم الأمل في بناء مستقبل أكثر تطورًا وذكاءً.
وفي نهاية هذا الحوار، أتوجه بخالص الشكر والتقدير للدكتور أسامة أبو سعدة على وقته، ومشاركته القيمة حول إنجازات طلاب كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة كفر الشيخ.
لقد أثبتت هذه الابتكارات أن التكنولوجيا ليست رفاهية، بل ضرورة يمكنها أن تسهم في مواجهة التحديات اليومية. ومثل هذه المشاريع تعكس روح الإبداع والطموح في نفوس شبابنا، الذين يحملون راية التغيير نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
الروبوت زيكو لتقديم المشروبات
الروبوت دودي جليسة الاطفال