حوار :- محمود رزق شوقي
في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم في مجال إعادة التدوير والاستدامة البيئية، ظهرت العديد من الابتكارات التي تهدف إلى استغلال المخلفات وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية وبيئية. ومن بين هذه الابتكارات، نجح فريق بحثي من كلية الهندسة بجامعة طنطا، بقيادة الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن القصاص، أستاذ هندسة الإنتاج والتصميم الميكانيكي، في إنتاج خشب صناعي من قش الأرز والمخلفات البلاستيكية.
هذا الابتكار لا يساهم فقط في تقليل استيراد الأخشاب، بل يعالج مشكلتين بيئيتين خطيرتين: حرق قش الأرز وتكدس البلاستيك. في هذا اللقاء، يحدثنا الدكتور أحمد القصاص عن رحلة هذا الاختراع، التحديات التي واجهها، وآفاقه المستقبلية.
وفي هذا الإطار أجرينا حوارًا مع الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن القصاص، الأستاذ بكلية الهندسة – جامعة طنطا، وإليكم نص الحوار:
كيف بدأت فكرة هذا الابتكار؟
الفكرة بدأت من ملاحظتنا لمشكلتين بيئيتين كبيرتين في مصر، الأولى هي حرق قش الأرز، والثانية هي تراكم المخلفات البلاستيكية. تساءلنا: لماذا لا نحول هذه المخلفات إلى منتج مفيد؟ وبدأنا في الأبحاث، حتى توصلنا إلى إمكانية إنتاج خشب صناعي بجودة عالية من هذه المواد.
متى تم التوصل إلى الشكل النهائي لهذا الابتكار؟
بدأنا العمل في أواخر 2019، وفي عام 2020 استطعنا الوصول إلى الشكل النهائي للمنتج، وشاركنا به في معارض علمية نال فيها إشادات عديدة.
ما الخصائص التي تميز هذا الخشب عن الأخشاب الطبيعية؟
أكثر متانة، مقاوم للمياه والرطوبة، مقاوم للحشرات والتآكل، أقل تكلفة من الأخشاب المستوردة، وصديق للبيئة لأنه يعالج مشكلتين بيئيتين في آن واحد.
ما التحديات التي واجهتموها خلال تطوير هذا الابتكار؟
أهمها كان فصل عنصر السيليكا الموجود في قش الأرز، بالإضافة إلى التوصل للنسبة المثالية بين المكونات للحصول على أفضل جودة.
هل تم تسجيل هذا الابتكار كبراءة اختراع؟
نعم، تم تسجيله كبراءة اختراع، ونواصل العمل على تطويره وإضافة تحسينات تقنية.
هل هناك تعاون مع جهات صناعية أو حكومية لتطبيق الابتكار؟
نحن في مناقشات مع عدد من المستثمرين والشركات، ونسعى لتوسيع الإنتاج تجاريًا بدعم من الدولة.
هل يمكن استخدام هذا الخشب في مجالات أخرى؟
نعم، مثل صناعة الأبواب، الأرضيات، الأسقف، وبعض الاستخدامات المعمارية. ونعمل على دراسة مجالات أوسع.
كيف ترى مستقبل الابتكار خلال السنوات القادمة؟
مستقبله واعد جدًا، خصوصًا مع التوجه العالمي نحو البيئة والبدائل المستدامة. ونتمنى أن نراه قريبًا كمنتج مصري ينافس عالميًا.
ما رسالتك للطلاب والباحثين؟
أقول لهم كل فكرة صغيرة قد تُحدث تغييرًا كبيرًا. ابحثوا، جربوا، ولا تتوقفوا عند العقبات. الابتكار الحقيقي هو الذي يحل مشكلات واقعية في المجتمع.