اعداد/ سارة حسان
في إنجاز مشرف، حققت الطالبتان المصريتان شهد محمد نوح وسما محمد نوح، من السنة الأولى بالجامعة، المركز الثالث على مستوى العالم في مجال علم السلوك في مسابقة أيسف الدولية للعلوم والهندسة (ISEF) التي أقيمت في دالاس بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد حصد مشروعهما المبتكر، تطبيق “Little Mermaid”، إعجاب لجنة التحكيم وحاز على جائزتين خاصتين. يهدف التطبيق إلى تطوير مهارات التواصل لدى أطفال التوحد الطفيف، وسنتعرف في هذا الحوار على المزيد حول هذا الإنجاز العلمي المتميز.
ما هي الفكرة الأساسية التي يقوم عليها مشروع Little Mermaid ؟
مشروعنا “Little Mermaid” هو عبارة عن تطبيق للهاتف المحمول يهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد الطفيف على تطوير مهارات التواصل لديهم. لاحظنا أن هؤلاء الأطفال يواجهون صعوبة في التفاعل مع الآخرين، لذلك صممنا هذا التطبيق ليكون بمثابة أداة مساعدة لهم على الاندماج في المجتمع.
ما هي الفئة العمرية التي يستهدفها التطبيق، وكيف يعمل تحديدًا؟
التطبيق يستهدف الأطفال في الفئة العمرية من 4 إلى 6 سنوات، أي في مرحلة ما قبل دخول المدرسة. يعتمد التطبيق على مكالمات الفيديو التفاعلية لتدريب الأطفال على المهارات الاجتماعية بطريقة ممتعة ومرنة.
كيف توصلتما إلى فكرة المشروع، وما هي الخطوات التي اتبعتماها في تصميمه وتطويره؟
في البداية، قمنا بإجراء استطلاع رأي واسع النطاق شمل 2536 شخصًا، من بينهم أشخاص مصابون بالتوحد وأطباء متخصصون، وذلك لفهم احتياجاتهم وتصميم التطبيق بشكل يلبي هذه الاحتياجات.
بعد ذلك، قمنا بتجربة التطبيق على مجموعتين من الأطفال؛ مجموعة استخدمت التطبيق لمدة ساعة يوميًا على مدار 12 أسبوعًا، ومجموعة أخرى لم تستخدمه، وذلك لمقارنة النتائج. وقسمنا المجموعتين بناءً على الجنس (ذكور وإناث) والموقع الجغرافي (المدينة والريف).
وما هي النتائج التي توصلتما إليها من خلال هذه التجربة؟
شهد: النتائج كانت مبهرة حقًا! الأطفال الذين استخدموا التطبيق أظهروا تحسنًا كبيرًا في مهارات التواصل لديهم. وكان التحسن ملحوظًا مقارنة بالمجموعة التي لم تستخدم التطبيق، وحتى مقارنة ببرامج أخرى مستخدمة في مصر. والأهم من ذلك، أن التطبيق أثبت فعاليته بغض النظر عن جنس الطفل أو مكان إقامته.
ما هي أبرز المميزات التي يقدمها تطبيق “Little Mermaid”؟
التطبيق يتميز بعدة جوانب، منها:
- تحسين التواصل: تدريب الأطفال على المهارات الاجتماعية من خلال مكالمات فيديو ممتعة وتفاعلية.
- التركيز الإيجابي: تشجيع الأطفال وتعزيز نقاط قوتهم لزيادة المشاركة.
- التحليل الذكي: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد احتياجات الأطفال وتقديم تدريبات مخصصة.
- التجربة المستمرة: توفير تدريب مكثف ومستمر لتطوير المهارات على المدى الطويل.
- التعليمات الصوتية والمرئية: استخدام تقنية تحويل النص إلى كلام لمساعدة الأطفال على الفهم والتفاعل مع التطبيق.
وكيف يساهم مشروعكما في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030؟
تطبيقنا لا يساعد الأطفال على التواصل بشكل أفضل فحسب، بل يدعم أيضًا أهداف التنمية المستدامة، مثل الصحة والمساواة، ورؤية مصر 2030، من خلال تمكين هؤلاء الأطفال ودمجهم في المدارس والمجتمع ومنحهم فرصًا متساوية.
شهد وسما، شكرًا جزيلاً لكما على هذا الحوار الشيق، ونتمنى لكما المزيد من النجاح
يُعد مشروع “Little Mermaid” نموذجًا ملهمًا للابتكار العلمي الهادف، ويؤكد على قدرة الشباب المصري على إيجاد حلول إبداعية للتحديات المجتمعية. إن فوز شهد وسما في مسابقة أيسف هو إنجاز يبعث على الفخر ويشجع على دعم البحث العلمي والمواهب الشابة في مصر والعالم العربي.
