إعداد: حسين علي حسين علي عبد الجليل
في عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، تبرز اختراعات تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة فئات مهمّشة من المجتمع. من بين هذه الابتكارات، يلفت النظر جهاز ذكي صمّمه الشاب محمد رحّال، المعروف بلقب “المخترع المجنون”، لمساعدة المكفوفين على التفاعل مع العالم من حولهم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
يتكوّن الاختراع من خاتم وسوار يُرتديان في اليد، تم تصميمهما لتوفير وسيلة آمنة وسلسة للمكفوفين للتفاعل مع بيئتهم. يعتمد الجهاز على الذكاء الاصطناعي وكاميرات VR لتحليل ما يحيط بالمستخدم، ومن ثم ترجمة هذه المعلومات إلى إشارات حسية أو صوتية يمكن إدراكها بسهولة.
يتميز هذا الجهاز براحته وخفة وزنه، ما يجعله مختلفًا عن الأدوات التقليدية الثقيلة، كما أنه يتصل بتطبيق ذكي عبر البلوتوث، يتيح وظائف متعددة مثل قراءة النصوص، والتعرف على الأشخاص، وتحليل المشاهد. إحدى أبرز ميزاته هي إمكانية تحويل النصوص المكتوبة إلى صوت مسموع فور توجيه يد المستخدم نحوها، وذلك باستخدام تقنية التعرف الضوئي على الحروف (OCR).
ولا تتوقف قدرات الجهاز عند هذا الحد، بل يتعرف أيضًا على الأجسام والعوائق كالأبواب والدرج وإشارات المرور، بالإضافة إلى وصف شامل للبيئة المحيطة، مما يُمكّن المكفوف من التنقل بثقة وأمان. كما طور الفريق نسخة خاصة للأطفال المكفوفين تتضمن ألعابًا تعليمية وميزة “الألوان الصوتية”، التي تمكّن الطفل من تمييز الألوان عبر نغمات موسيقية مميزة.
استوحى محمد رحّال فكرة هذا المشروع من تجربة الشاب الكفيف أسامة حسن، الذي لطالما ألهم الآخرين بسعيه لتحسين حياة المكفوفين وتعزيز استقلاليتهم. ويؤمن رحّال وفريقه بأن نشر الرحمة من خلال العلم هو شعارهم ورسالتهم، إذ يرون أن التكنولوجيا يجب أن تكون أداة لتحقيق الخير والمساواة.
الجهاز متاح حاليًا باللغة الإنجليزية، وتُبذل الجهود لإضافة اللغة العربية قريبًا، كما يسعى الفريق إلى تطوير الجهاز ليتكامل مع مساعدات ذكية مثل Siri وGoogle Assistant. وفيما بدأت بالفعل إجراءات تسجيل براءة الاختراع، يبحث الفريق عن مستثمرين وشركاء لدعم المشروع ونقله من الفكرة إلى السوق العالمية.
:
يُعد اختراع محمد رحّال خطوة واعدة نحو عالم أكثر شمولًا، حيث يستطيع ذوو الإعاقة البصرية الاعتماد على أنفسهم بثقة. إنه مثال ملهم على كيفية توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان، لا سيما حين تقترن بالإرادة والرؤية الإنسانية. مشروع يحمل الأمل، ويؤكد أن الابتكار الحقيقي هو ذاك الذي يغيّر الحياة.