اختراعات علمية الطب والتكنولوجيا الحيوية

كاناجليفلوزين.. أمل جديد لعلاج ألزهايمر من قلب أدوية السكري

كتبت: إسراء عبد النبي الجيوشي

في ظل تزايد أعداد المصابين بمرض ألزهايمر، خاصة من كبار السن، تتزايد الحاجة إلى اكتشاف علاجات جديدة قادرة على إبطاء تطور المرض وتحسين جودة حياة المرضى. يعاني المصابون بالنوع المتقطع من ألزهايمر من تدهور تدريجي في القدرات الإدراكية نتيجة عوامل متعددة، أبرزها الالتهاب العصبي والإجهاد التأكسدي، وهو ما يدفع العلماء إلى البحث عن مركبات دوائية يمكنها التصدي لهذه الآليات المرضية.

في هذا الإطار، سلطت دراسة بحثية حديثة بواسطة الدكتورة ساره محمد خميس الضوء على فعالية دواء “كاناجليفلوزين”، المعروف باستخدامه في علاج مرض السكري من النوع الثاني، كمرشح واعد لعلاج ألزهايمر. أجرى الباحثون تجربتهم على نموذج حيواني يحاكي المرض من خلال حقن مادة “ستريبتوزوتوسين” داخل البطين الدماغي، وهي مادة معروفة بتسببها في تغيرات تشبه تلك التي تحدث في أدمغة مرضى ألزهايمر. ثم تمت معالجة الحيوانات بجرعة يومية من “كاناجليفلوزين” على مدار 21 يومًا.

د/ساره محمد خميس

أظهرت نتائج الدراسة تحسنًا ملحوظًا في أداء الفئران في اختبارات الذاكرة والسلوك، مثل اختبار التعرف على الأجسام الجديدة، ومتاهة Y، ومتاهة الماء. كما أظهرت الفحوصات النسيجية أن العلاج ساعد في حماية الخلايا العصبية من التلف الذي تسببه المادة المحفزة للمرض.

على المستوى الجزيئي، بيّنت الدراسة أن “كاناجليفلوزين” يعمل من خلال تفعيل مسار إشارات مهم في الدماغ يشمل بروتينات مثل AMPK وSIRT-1 وBDNF، وهي مسارات مسؤولة عن الحفاظ على صحة الخلايا العصبية وتنظيم الالتهاب. وأدى تنشيط هذا المسار إلى تقليل مستويات بروتينات ضارة مرتبطة بتطور ألزهايمر مثل GSK-3β وبروتين تاو وإنزيم الأسيتيل كولين استيراز و بروتين بيتا-أمايلويد، فضلًا عن تخفيض مؤشرات الالتهاب مثل IL-6 وNFκB. كما ارتفعت مستويات إنزيمات واقية مثل IDE وNrf-2، مما يعزز قدرة الدماغ على مقاومة التلف.

مخطط توضيحي للتغيرات الجزيئية في الخلايا العصبية والعلاج بمستخلص CAN

تقدم هذه النتائج دليلًا قويًا على إمكانية إعادة توظيف “كاناجليفلوزين” كعلاج لمرض ألزهايمر، خاصة أنه دواء معتمد ويُستخدم بالفعل في علاجات أخرى. ورغم أن الدراسة أجريت على نماذج حيوانية، إلا أن النتائج تفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث السريرية التي قد تؤكد فعاليته على البشر وتجعله جزءًا من استراتيجية علاجية جديدة لهذا المرض المعقد.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *