حوار / مها جمعه
” جهاز ثورى لقياس نبضات القلب بدقه “
في ظل التقدم المتسارع في مجالات التكنولوجيا الطبية، برزت ابتكارات علمية مصرية واعدة على يد باحثين أكفاء. من بين هذه الابتكارات، اختراع الدكتورة منى القارص – الباحثة في معهد علوم وتكنولوجيا النانو بجامعة كفر الشيخ – لجهاز استشعار متطور يمكنه قياس نبضات القلب بدقة والتفريق بين الحالات المرضية المختلفة.
في هذا الحوار الخاص، التقيت بها داخل المعهد للتعرف على تفاصيل هذا الاختراع، وأهميته الطبية، وكيف يمكن أن يُحدث نقلة في التشخيص والرعاية الصحية.
ابتكار الدكتورة منى القارص ليس مجرد جهاز طبي جديد، بل هو خطوة جريئة نحو مستقبل تتحول فيه الرعاية الصحية إلى منظومة ذكية، دقيقة، وسهلة الوصول للجميع. ومع عقول مصرية لامعة مثلها، يظل الأمل قائمًا في أن يصبح العلم طريقًا لحياة أفضل، وتشخيص أسرع، وإنقاذ لأرواح كثيرة. ننتظر اليوم الذي نرى فيه هذا الجهاز في كل بيت ومستشفى، لنفخر بأن الفكرة بدأت من هنا… من مصر.
—
في البداية، دكتورة منى، ما هي فكرة الجهاز؟
الفكرة ببساطة هي تصميم جهاز استشعار ذكي يُستخدم لقياس نبضات القلب بدقة شديدة، مع القدرة على التمييز بين الحالة الطبيعية وغير الطبيعية لضربات القلب، مثل الرجفان الأذيني أو تسارع النبض. يعمل الجهاز بتقنية النانو لتسجيل الإشارات الحيوية وتحليلها في اللحظة ذاتها.
ما الذي دفعك للعمل على هذه الفكرة تحديدًا؟
في الحقيقة، كنت أتابع العديد من الحالات التي تعاني من مشكلات قلبية، وهناك الكثير من المرضى يتأخر تشخيصهم بسبب ضعف الإمكانيات أو بطء الأجهزة التقليدية. هذا ما دفعني للتفكير في حل ذكي وسريع، خاصة أن تكنولوجيا النانو يمكن أن تساعد بشكل فعال في هذا المجال.
هل يمكن أن توضحي لنا كيف يعمل الجهاز من الناحية التقنية؟
يعتمد الجهاز على مستشعرات نانوية دقيقة تُوصل بالجسم من خلال رقعة صغيرة. تلتقط هذه المستشعرات الإشارات الكهربائية الناتجة عن انقباض وانبساط عضلة القلب، وتحوّلها إلى إشارات رقمية تُحلّل باستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي مدمجة داخل الجهاز.
هل تم تجربة الجهاز على أرض الواقع؟
نعم، أجرينا تجارب مبدئية داخل المعمل وعلى عدد محدود من المتطوعين تحت إشراف طبي كامل. وكانت النتائج واعدة للغاية، بدقة عالية في الكشف المبكر عن اضطرابات نبض القلب.
وهل من الممكن استخدام هذا الجهاز منزليًا؟
هذا من أهدافنا الأساسية؛ أن يكون الجهاز صغير الحجم وسهل الاستخدام لأي شخص في المنزل، دون الحاجة إلى تدريب طبي خاص. وهذا سيساعد كثيرًا في متابعة الحالة الصحية لمرضى القلب بشكل يومي.
هل يمكن أن يكون الجهاز بديلًا للأجهزة الطبية التقليدية؟
ليس بالضرورة أن يكون بديلًا، لكنه يمكن أن يكون أداة مساعدة قوية للتشخيص المبكر والمراقبة المستمرة، مما يقلل من الاعتماد الكامل على الأجهزة الأكبر والأكثر تكلفة.
ما أبرز التحديات التي واجهتك أثناء تنفيذ المشروع؟
واجهتنا تحديات متعددة، من بينها توفير بعض المكونات الدقيقة، وتشكيل الفريق المناسب من تخصصات مختلفة، بالإضافة إلى تأمين التمويل اللازم للبحث والتجارب.
هل يمكن تطوير الجهاز لمجالات أخرى غير أمراض القلب؟
بالطبع، يمكن تطوير التقنية نفسها لقياس مؤشرات حيوية أخرى مثل مستوى الأكسجين أو حتى متابعة مستويات السكر. ونحن بالفعل نعمل على ذلك في مراحل لاحقة.
هل تنوين تسجيل براءة اختراع أو عرض الجهاز في مؤتمرات علمية؟
لقد قدمنا بالفعل أوراق تسجيل براءة الاختراع، وشاركنا في أكثر من فعالية بحثية داخل مصر، وهناك خطط لعرضه في مؤتمرات دولية قريبًا، بإذن الله.
ما رؤيتك لمستقبل البحث العلمي في مصر؟
البحث العلمي في مصر يمتلك طاقات جبارة، وما نحتاجه هو مزيد من الدعم والتعاون بين الجامعات ومراكز البحث والمجتمع الصناعي. حينها سنشهد اختراعات مصرية تنافس عالميًا وبقوة.