إعداد الطالبة /سارة حامد عثمان
ا
الدكتور سيد عبد العال
العميد الأسبق لمعهد المواد المتقدمة
مركز البحوث والفلزات

صورة للدكتور سيد عبد العال من داخل المعمل
تعد صناعة الورق من الصناعات الحيوية التي تعكس مدى تطور ورقي الأمم، إلا أن اعتمادها على مواد خام تقليدية يؤدي إلى مشاكل بيئية واقتصادية خطيرة. من هذا المنطلق، برزت الحاجة إلى تطوير حلول مبتكرة تعالج هذه التحديات، خصوصًا في الدول التي تعاني من نقص في الغابات وتعتمد على مصادر زراعية كقش الأرز، كما هو الحال في مصر.
الدكتور سيد عبد العال العميد الأسبق لمعهد المواد المتقدمة والعميد الأسبق لمعهد تكنولوجيا الخدمات من النماذج المشرفة التي جمعت بين الريادة الأكاديمية والابتكار الصناعي حيث سخرها خبراته العلمية لخدمه قضايا مجتمعه وفتح افاقا جديده لاستخدامات الموارد الطبيعية المهملة .
حيث قال أن قطاع صناعة الورق في مصر يعانى من مشكلتين رئيسيتين:
- الاعتماد المحدود على قش الأرز بسبب المشاكل البيئية الناتجة عن “السائل الأسود”، وهو ناتج ثانوي ملوث لصناعة الورق.
- حرق قش الأرز للتخلص منه، مما يؤدي إلى تكون “السحابة السوداء” وتدهور جودة الهواء.
السائل الأسود يحتوي على مركبات عضوية معقدة مثل اللجنين، بالإضافة إلى نسب مرتفعة من السليكا، ويؤدي صرفه إلى مصادر المياه إلى تدمير الحياة المائية واختلال التوازن البيئي.
فكرة براءة الاختراع:
بالتعاون بين الأستاذ الدكتور السيد عبد العال والأستاذ الدكتور المرحوم حسن الشال، تم تسجيل براءة اختراع دولية بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، تهدف إلى معالجة السائل الأسود الناتج عن صناعة الورق من قش الأرز بطريقة صديقة للبيئة، مع استرجاع المواد الكيميائية المستخدمة وتحقيق قيمة اقتصادية مضافة.
عنوان البراءة:
“معالجة سائل الطبخ المستهلك مع فصل اللجنين لاسترجاع المواد الكيميائية القلوية المستخدمة في صناعة لب الورق”
براءة اختراع أمريكية رقم 6,830,696، ديسمبر (20٠٤)
وهناك الكثير من الأهداف يهدف إليها هذا الاختراع ومن أهمها
- الحد من التلوث البيئي الناتج عن السائل الأسود.
- استرجاع الصودا الكاوية المستخدمة في الصناعة.
- الاستفادة من اللجنين كمنتج ثانوي في الزراعة والصناعة.
- القضاء على ظاهرة حرق قش الأرز والسحابة السوداء.
- دعم صناعة ورق محلية تعتمد على مواد خام مصرية متوفرة.
تعتمد التكنولوجيا على خفض الأس الهيدروجيني للسائل الأسود بإضافة حمض معدني، ثم استخدام مادة مجمعة لترسيب اللجنين على هيئة كريات تُفصل بسهولة عبر الترشيح. هذه العملية تؤدي إلى:
التخلص من 90% من الملوثات البيئية (BOD, COD).
إعادة استخدام الصودا الكاوية داخل خطوط الإنتاج.
تقليل التكاليف الصناعية، حيث تبلغ تكلفة استهلاك الصودا بشركة راكتا وحدها نحو 14 مليون جنيه سنويًا (بحسب بيانات عام 2004).
هناك العديد من النتائج والاستخدامات مثل
- وقف تصريف السائل الأسود في المجاري المائية.
- تحسين اقتصاديات صناعة الورق في مصر والدول المشابهة.
- التوسع في إنتاج لب الورق محليًا من قش الأرز، وتقليل الاستيراد.
- تعزيز فرص العمل من خلال إقامة مصانع صغيرة ومتوسطة الحجم.
- استخدام اللجنين في تحسين التربة الرملية وتوسيع الرقعة الزراعية.
- دعم الاستثمارات الوطنية في مجال صناعة الورق.
تُمثل هذه البراءة نقلة نوعية في إدارة المخلفات الصناعية وتحويلها إلى موارد قيّمة، بما يدعم التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر في مصر والعالم العربي. وبفضل رؤية الأستاذ الدكتور السيد عبد العال، أصبحت التكنولوجيا المتقدمة وسيلة لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد الوطني في آن واحد.