كتبت /ساره حامد عثمان
في زمن تتصاعد فيه التحديات البيئية والاقتصادية، ينبثق الأمل من بين حطام المخلفات الزراعية، حيث نجح فريق من طلاب كلية العلوم بجامعة عين شمس، في تحويل قش الأرز – أحد أكثر المخلفات الزراعية إضرارًا بالبيئة – إلى منتج حيوي يخدم الزراعة ويحافظ على التربة .
الفكرة لم تأتِ من فراغ، بل وُلدت من رحم المعاناة البيئية المتكررة كل موسم حصاد، حيث يحُرق قش الأرز في الحقول مخلّفًا سحبًا سوداء تخنق السماء وتلوّث الهواء .
ومن هنا انطلقت شرارة الإبداع، ليقدمّ هذا الفريق الشاب نموذجًا مُلهمًا لكيفية تحويل التحديات إلى فرص، وصناعة ثورة خضراء من قلب الأرض.
بداية، حدثونا عن فكرة المشروع وكي ف جاءتكم هذه الفكرة ؟
الفكرة بدأت من ملاحظة مشكلة حقيقية في مجتمعنا، وهي تراكم المخلفات الزراعية، خاصة قش الأرز، والذي يتم حرقه بشكل يض ر البيئة. فقررنا أن نعيد تدوي ر هذ ه المخلفات ونحوّله ا إلى منتجات مفيد ة للزراعة، ونجحنا بالفعل في تصنيع سماد نباتي 100% وبديل محلي للبيتموس.
ما هي أشهر أنواع المخلفات الزراعية التي تستخدمونها ؟
نستخدم أنواعًا مختلفة من المخلفات مثل قش الأرز، جريد النخيل، ومخلفات الفواك ه. حالي اً نركّ ز بشكل أكب ر على قش الأر ز وجريد النخل، لأنهم متوفرين بكثرة وسهوله في المعالجة.
من أين تحصلون على هذ ه المخلفات ؟
قش الأر ز نحصل عليه من المنصورة، أما جريد النخل فنجلبه من منطقة المرازيق بالجيزة، وهو متوف ر أيضًا في محافظة الشرقية.
هل تعتمدون على كميات محددة من هذه المخلفات؟
لا نستخدم كميات محددة، بل نتعامل مع المتاح حسب الموسم والتوافر.
كم تستغرق عملية التخمير لإنتاج السماد؟ وأين تتم هذه العملية ؟
مدة التخمي ر تصل إلى شهرين، وتتم على أرض زراعية خاصة بنا وبطريقة طبيعية 100% دون أي تدخل كيميائي.
ما الذي يميز هذا الابتكار عن الأسمدة المتوفرة في السوق ؟
الميزة الأساسية هي أن كل شيء في المشروع عضوي بالكامل، فلا نستخدم أي كيماويات، وبالتالي نحافظ على صحة التربة. بالإضاف ة إلى أنن ا ننتج بديل البيتموس، وهو تربة زراعية تسُتخدم في الصوب، وكان يتم استيراده من الخارج.
نحن نجحنا في إنتاج بديل محلي 100%، ليس فقط مطابقًا للمواصفات بل أسرع في الإنبات من المستورد، وبهذا نوف ر على الدولة وتتُاح لنا فرصة التصدي ر أيضًا.
كلمة أخيرة توجهونها ؟
نؤمن إن البيئة مسؤوليتنا جميعًا، وإن كل مخلف ممكن يكون فرصة لمنتج مفيد. مشروعنا بيخدم المزارع والبيئة معًا، ونتمنى نشو ف تطبيق الفكرة بشكل أوسع في المستقبل.
