حوار/منار الشربيني
في حوار خاص مع الدكتورة منى الوزير،أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية الهندسة بجامعة المنصورة، تم التعرف على أبرز المشروعات والابتكارات التي قدمها طلاب الجامعة ضمن مشاركتهم في فعاليات معرض القاهرة الدولي للابتكار عام 2023. خلال اللقاء، أوضحت الدكتورة تفاصيل المشاركة والمشروعات التي أظهرت قدرات الطلاب على الابتكار والتفكير العملي، وقدمت نماذج لأفكار قابلة للتنفيذ يمكن أن تسهم في خدمة المجتمع.
كيف جاءت مشاركة جامعة المنصورة في معرض القاهرة الدولي السابع للابتكار؟
جاءت المشاركة من خلال مكتب دعم الابتكار ونقل وتسويق التكنولوجيا )التايكو(، تحت رعاية رئيس الجامعة، وبإشراف مجموعة من الأساتذة المهتمين بمجال الابتكار. كان الهدف عرض إبداعات الطلاب التي تعكس قدرتهم على الربط بين الجانب النظري والتطبيقي.
ما أهم المعايير التي تم على أساسها اختيار المشروعات المعروضة؟
تم التركيز على الابتكار، وقابلية التنفيذ، وأثر المشروع على المجتمع، ومدى مساهمته في حل مشكلة حقيقية أو تحقيق أحد أهداف التنمية المستدامة.
ما أبرز المشروعات التي قدّمها الطلاب خلال المعرض؟
شملت الابتكارات المعروضة ما يلي:
مشروع “العمارة المحلية المستدامة”.
تصميم مبنى صديق للبيئة.
الروبوت التعليمي الذكي.
غواصة تعمل عن بُعد”سوبيك”
روبوت لجمع القمامة (Trash Collecting Robot).
كرسي متحرك بوظائف متطورة.
ما فكرة مشروع الكرسي المتحرك، وكيف تم تنفيذه؟
صُمّم الكرسي ليساعد المصابين بشلل نصفي أو إصابات في النخاع الشوكي، حيث يجمع بين وظيفتي التنقل والوقوف، مع إمكانية استخدامه كمرحاض بشكل مستقل. يعتمد على شاشة لمس أو عصا تحكم، وتم تنفيذه بواسطة طلاب بقسم الهندسة الميكانيكية باستخدام مواد اقتصادية.
وما الذي يميّزه عن البدائل المتوفرة في الأسواق؟
يتميز ببساطته، وسهولة استخدامه، وتكلفته المنخفضة، كما يمنح المستخدم استقلالية كاملة، وهي ميزة تفتقر لها العديد من البدائل الأخرى.
كيف ظهرت فكرة روبوت جمع القمامة من المياه؟
ظهرت الفكرة نتيجة ملاحظة الطلاب لمشكلة تلوث المسطحات المائية. تم تصميم روبوت يعمل في البيئات البحرية، مزود بنظام توجيه ذكي يسمح له بتفادي العقبات وجمع النفايات بكفاءة.
هل واجه الطلاب تحديات أثناء تنفيذ المشروع؟
نعم، خاصة فيما يتعلق بتحقيق التوازن داخل المياه، واختيار المواد المقاومة للصدأ، لكن تم تجاوزها بالتجربة والتطوير المستمر.
كيف يعمل الروبوت التعليمي الذكي؟
هو روبوت موجه لطلاب المدارس، قادر على تسجيل الحضور، وطرح الأسئلة، والتفاعل مع الطلاب بحركات الرأس والشفاه، ويتحدث بالعربية والإنجليزية. كما يعرض محتوى تعليمي منظم، ويعتمد على أدوات Google للتفاعل مع الأنشطة والاختبارات.
هل تم تزويده بمحتوى تعليمي خاص؟
في البداية، تم إعداد محتوى مخصص لطلاب مدارس STEM، مع إمكانية تعديل وتطوير المناهج لاحقًا حسب الاستخدام.
وماذا عن غواصة “سوبيك”؟
غواصة صغيرة يتم التحكم بها عن بُعد، تم تطويرها لاستكشاف أعماق البحار، ودعم البحث العلمي في البيئة البحرية. تساهم في مراقبة التغيرات المناخية، وحماية الشعاب المرجانية. يعمل الطلاب حاليًا على تطوير نسخة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ما فكرة مشروع “العمارة المحلية المستدامة”؟
يعتمد المشروع على تصميم منزل بسيط لأسرة في صعيد مصر، يجمع بين السكن والزراعة لتوفير الغذاء والدخل، مع استخدام مواد بناء طبيعية، وتقنيات تقلل من استهلاك الطاقة وتعزز التهوية الطبيعية.
وماذا يميز مشروع “المبنى الصديق للبيئة”؟
يتكوّن المبنى من ٣٦ طابقًا متعدد الاستخدامات، ويعتمد على الطاقة الشمسية، دوران الهواء الطبيعي، زراعة الأسطح، وتجميع مياه الأمطار. يهدف إلى تقليل الاعتماد على الطاقة غير المتجددة وتحقيق الاستدامة.
ما الأثر الذي تركته هذه المشاركة لدى الطلاب؟
كانت تجربة ثرية، عززت ثقة الطلاب في أنفسهم، وأتاحت لهم الفرصة للتعرف على مشروعات من جامعات أخرى، والتفكير بواقعية في تطوير أفكارهم وتحويلها إلى نماذج قابلة للتطبيق.
وهل هناك نية للمشاركة في دورات قادمة من المعرض؟
بالتأكيد، نحرص على دعم الطلاب وتشجيعهم على الابتكار، وسنواصل المشاركة في هذه الفعاليات المهمة.
ما الرسالة التي توجهينها للطلاب بعد هذه التجربة؟
لا تستهينوا بأفكاركم. ابدأوا من الآن، مهما كانت الفكرة بسيطة، فقد تكون نواة لابتكار يخدم المجتمع. الاستمرار والتطوير هما الطريق لتحقيق النجاح.
في ختام هذا اللقاء، يُوجَّه الشكر والتقدير للدكتورة منى الوزير على وقتها القيّم وجهودها المستمرة في دعم طلاب جامعة المنصورة ومواهبهم. مثّلت هذه المشروعات الطلابية نموذجًا ملهمًا لأفكار قابلة للتطبيق، تستحق أن تجد طريقها إلى التنفيذ، لما تحمله من قيمة علمية ومجتمعية حقيقية.
صورة توضح روبوت جمع القمامة
غواصة سوبيك