تقرير: هاجر مصطفى إسماعيل.
من قلب الجامعة البريطانية في مصر، لم تكن بداية فريق GMind مجرد فكرة طلابية طموحة، بل كانت شرارة رحلة مختلفة، خاضها شباب في مقتبل العمر، قرروا أن يعيدوا تعريف التعليم المدرسي من جذوره، وأن يحولوا المذاكرة من عبء إلى مغامرة مشوّقة باستخدام تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR).
يركز الفريق على دمج المناهج الدراسية في بيئات تفاعلية جذّابة، من خلال مستويات تعليمية متدرجة، منها ما يُظهر بناء الأهرامات كما لو كنت واقفًا هناك، أو يتيح للطفل خوض تجربة فيضان النيل بعينيه وكأنّه جزء من الحدث. كل ذلك في بيئة آمنة، تجمع اللعب بالتعلّم.
GMind لا تبيع مجرد منتج، بل تقدّم “تجربة” تعليمية متكاملة، تُخاطب خيال الطفل، وتُحاكي فضوله، وتغرس فيه حب الاستكشاف. وربما هذا ما يفسّر استخدام أكثر من 120 ألف طالب لتقنيات الفريق حاليًا في أكثر من 35 مؤسسة تعليمية، وتحسّن المستوى الأكاديمي بنسبة تجاوزت 60% وفقًا للنتائج الميدانية.
من المدارس إلى GEN-Z… ومن هنا بدأت الرحلة
منذ مايو الماضي، بدأت ملامح GMind تتشكّل في هدوء. لم يكن الهدف هو الضجة، بل العمل الصامت حتى يكتمل البناء. إطلاق منتجات مثل “المنصة التعليمية” و”PCA”، وتنظيم ورش بمدارس مصرية بوجه جديد، ثم التوسع في المكتبات والجامعات، والتأهل في تحدي الجامعات GEN-Z، كلها كانت محطات ضمن طريق طويل قرر الفريق أن يسلكه خطوة بخطوة.
ورغم كل هذا الزخم، يصر الفريق على أن ما لا يُرى هو الأهم: الضغوط، التضحيات، خيبات الأمل، والإصرار الذي يجعلهم يستيقظون كل يوم وهم مؤمنون أن هذا الطريق، وإن كان طويلًا ومليئًا بالتحديات، فهو يستحق.
“راعي ربنا، ومتنامش غير وضميرك مرتاح”، كما قال أحد أعضاء الفريق، أحمد سامي، في رسالته المؤثرة.
ويضيف عضو آخر، محمد سعيد: “كل تجربة تعليمية بنقدّمها، هي وعد بنزرعه في عقل طفل وبنحاول نحققه بالعلم.”
القلب النابض للمشروع: أبطال خلف الكواليس
بعيدًا عن الأرقام، يقف خلف GMind تيم محارب حقيقي. أسماء مثل: عمار إمام، محمد عبد الله، أحمد سامي، روان محمد، نوال رمضان، مروة أشرف، إنجي أشرف، يارا النناوي، أحمد عبد العظيم، محمد سعيد، داليا مشالي، بقيادة عمر إمام، هؤلاء هم العمود الفقري، وهم القوة الدافعة التي لا تهدأ.
إلى أين يطمحون للوصول؟
يطمح الفريق لتمويل يساعدهم على تحقيق هدفين رئيسيين بحلول 2027: الوصول إلى أكثر من 460 مدرسة، وخدمة مليون ونصف طالب عبر التطبيق الإلكتروني وورش العمل.
وصرحوا أنهم لا يخشون تقليد الآخرين للفكرة، لأنهم ببساطة لا يقدّمون منتجًا جامدًا، بل حلًا متكاملًا متجذرًا في الواقع المصري وتحدياته اليومية.
رحلتهم لم تبدأ بعد
يقولون: “لا زلنا في البداية”، فما زال أمامهم الكثير من العمل، لكن ما تحقق حتى الآن يضعهم بوضوح على خريطة التعليم العصري في مصر، بل وربما في المنطقة.
من خلال دمج تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، لا يقتصر دور GMind على تحسين طرق التعليم فقط، بل يسعى الفريق إلى إحداث ثورة في مفهوم التعلم لدى الأطفال. بفضل هذا النموذج التفاعلي، أصبح التعليم ممتعًا وجاذبًا أكثر من أي وقت مضى، مما يعزز من قدرة الأطفال على الفهم والتحصيل الأكاديمي.
GMind لا تقدم فقط منتجًا تعليميًا، بل تجربة تعليمية متكاملة تحفز التفكير وتنمي الفضول لدى الأطفال، مما يفتح أمامهم آفاقًا جديدة من المعرفة والاكتشاف.


